الجمعة، 20 أبريل 2012

أمسك البشرية بيديه وأعادها إلى الكرامة الملوكية القديس كيرلس عمود الدين


أمسك البشرية بيديه وأعادها إلى الكرامة الملوكية

للقديس كيرلس عمود الدين – العبادة بالروح والحق – ترجمة د. جورج عوض                   

" انطلق إذن بفكرك إلى آدم الأول، فانظر فيه كل البشرية أى بداية وأصل الجنس البشرى. وفكر أيضًا أنه خُلق بحسب صورة خالقه وعُين ليكون رئيسًا لكل ما في الأرض، وكان في يد الله متمتعًا بحياة القداسة التى عاشها. وكان كنبات الفردوس، كزهور جميلة ولطيفة جدًا، ولكن بسبب انخداعه من حيل الحية المعادية، ابتعد عن الحالة الأولى، وبعد ذلك وصل به الأمر أن يزدرى بالوصية الإلهية، وعندئذِِ بالضبط فَقَدَ مكانته وأصله الأول، وانزلق من يد ذاك الذى كان يحفظه في القداسة وهو على الأرض، أى من علو الفضيلة، ووُجد غير منضبط إراديًا في تفضيله للجسديات. وقد تملك داء الخبث عليه بدرجة كبيرة، آخذًا إياه من الحية. وهكذا تعرى من المُلك والمجد الذين كانا له من البداية وطُرد من الفردوس والنعيم. ألم يقل لنا موسى العظيم ذلك؟....

 لقد رأى المشرع أن الإنسان قد أخذ في الانحدار إلى هذا الحد من الدناءة، ولذا ابتعد عنه وشعر بنفور تجاهه بسبب الخبث الذى أصابه. لذا يقول الكتاب هرب موسى تاركًا الحية. ومكتوب أيضًا " الروح القدس المؤدب يهرب من الخداع، ويبتعد عن الأفكار الغبية، وينسحب إذا حضر الإثم" (سفر الحكمة 5:1). لأنه أى اتفاق بين القداسة والنجاسة، وبين النور والظلمة، وبين العدل والظُلم.

 إذن أن تقع العصا – التي تحولت إلى حية -  من يد موسى يمكن أن تعنى، أن هذا الذى قد خُلق بحسب صورة الخالق كان نبات الفردوس، وأنه وُجد داخل مجد الملكوت وفي يد الخالق، لكن بسبب رغبته في اختيار الجسديات سقط على الأرض، وبفعل هذه العداوة، صار مثل حية في نظر الله. لكن تلقى موسى الأمر أن يمد يده ويمسك ذيل الحية، وفي الحال عادت العصا إلى شكلها الأول. أى لم تعد بعد حية، بل عادت ثانية عصا ونبات الفردوس. وعندما أراد الله الآب أن يجمع كل الأشياء في المسيح وان يجدد خليقته مرة أخرى على شكلها الأول، أرسل لنا من السماء ابنه الوحيد الجنس، أى يده اليمنى الذى هو بالحقيقة خالق كل الأشياء ومخلص الجميع، كما هو مكتوب " يمين الرب صانعة ببأس يمين الرب مرتفعة" (مز 16:118)، وعندما أمسك البشرية في يده، وخلصنا من عداوة الوحش التى يُعبر عنها بالدناءة والخطايا، أعادنا مرة أخرى إلى القداسة والكرامة الملوكية وأُلفة الفضيلة، وأعطى للمؤمنين المسكن الأول، وكان أولهم اللص الذى صُلب معه. لأنه يقول " الحق أقول لك اليوم تكون معى في الفردوس " (لو43:23).

لماذا أمر الله موسى بأن يمسك ذيل الحية وليس الرأس أو الوسط؟

لأنه هكذا كان يجب أن يصير يا عزيزى، لأنه نافع للسر أن يمسك من الذيل وليس من الوسط أو الرأس.



من المعروف أن بداية أى حيوان تعتبر الرأس، بينما الذيل هى نهايته. دعنا نعتبر الجنس البشرى في مجموعه كحيوان. المسيح أمسك الذيل، أى النهاية والأجزاء الأخيرة لأنه أتى في الأزمنة الأخيرة لهذا الدهر. لكن، بالرغم من أن موسى أمسك بالذيل، إلاّ أن التجديد وصل حتى الرأس (لأن الحية تغيرت بالكامل إلى عصا). بنفس الطريقة، بالرغم من أن المسيح أمسك بالأجزاء الأخيرة، لكن التجديد بالنعمة سَرْى في كل الجنس البشرى ووصل حتى الرأس نفسه، أى حتى آدم. لأنه مكتوب، " لأجل هذا مات المسيح وقام لكى يسود على الأحياء والأموات" (رو9:14)، وبالتالى الفداء الذى تحقق للذين في أواخر الأيام، سَرْى مفعوله أيضًا لأولئك الذين كانوا مستعبدين فى البدء ".


الاثنين، 9 أبريل 2012

معجزة أيقونة صلب المسيح - للقديس أثناسيوس


Ομιλία-μαρτυρία του Μεγάλου Αθανασίου για την προσκύνηση των εικόνων

PG. 28, 797-805

Μετάφραση: Ιερά Μονή Παντοκράτορος

 



عظة منسوبة إلى القديس أثناسيوس

شهادة القديس أثناسيوس الكبير

عن السجود للأيقونات

ترجمة : د.جورج عوض



مقدمة

          ألقى القديس أثناسيوس هذه العظة بهدف إحاطة الكنيسة علماً بالأعمال المعجزية التي حدثت في كنيسة فيريتو Βηρυτου بواسطة أيقونة يسوع المخلِّص الكريمة. فهو من جهة يشهد بالسجود للأيقونات في العصر الذي يُشكِّكُ فيه مجموعات هرطوقية مختلفة، ومن جهة أخرى يُظهِر أن تصوير الرب عن طريق الرسم المقدَّس، وكذلك السجود التكريمي للأيقونات كان أمراً مسلَّماً به في العصور الأولى للكنيسة. هذا الحدث يسمح لنا أن نشير إلى نمو رسم الأيقونة منذ العصر الرسولي.

          لقد أدرك اليهود بوضوح أنه مثلما يرجع تكريم الأيقونة إلى تكريم الشخص المرسوم عليها، هكذا أيضاً احتقار الأيقونة يرجع أيضاً إلى إهانة الشخص المرسوم فيها. من جهةٍ أخرى نستطيع أن نلاحظ انتقال الإيمان الأرثوذكسي إلى مجموعات كانت تحمل عداوة تجاهه. هكذا أيضاً انتقل إيمان المسيح للشهداء من خلال اليقين الاختباري لاستقامته. فلم يتم قبول الإيمان بأوامر من الإمبراطورية، ولا بفرض مناهج أو أساليب معينة بالإلزام. لكنهم تابَعوا النموذج المعجزي للرب، وباعترافهم الذي كتبوه بدمائهم جعلوا تصرفهم المسيحي متلألأً.

          هذه الطريقة العجيبة من التواضع والتضحية أقنعت العالم القديم، أن إله المسيحيين هو الله الحقيقي الوحيد، وقادتهم إلى العماد. ليت المعاصرون الذي يشككون في التقليد الكنسي يرون هذه الشهادة القديمة.

النص

عظة عن معجزة في فيريتو،

بخصوص تكريم وتوقير أيقونة ربنا وإلهنا



          1- أرفعوا عيون أذهانكم، وأنظروا المعجزة الجديدة والمدهشة، التي صارت في أيامنا. أشخصوا ناظرين لصلاح الله غير المحدود، ممجدين إياه، لاحظوا محبته غير الموصوفة للبشر وعظمة التدبير، وانتحبوا بسرور. لأنه لا شيء مستحيل بالنسبة لله. فبسبب المعجزة المدهشة، التي صارت في تلك الأيام، تأثرت كل قلوب البشر تأثراً بالغاً. بل حقاً تأثرت السماء أيضاً من الجرأة، اضطربت قلوب كل البشر. حقاً الأعماق اضطربت تأثراً، الشمس اظلمَّت، والقمر والنجوم انزعجت من هذا الذي دُبِّر بواسطة الرب. كل قوات السماوات سَمِعَت وظلت في ذهولٍ، أجيال الأجيال، لأجل المعجزة المدهشة التي صارت في هذا الوقت.

          2- توجد مدينة تُدعى فيريتوس على حدود أنطاكية. في هذه المدينة يعيش حشدٌ من اليهود. وبالقرب من مجمعهم كان أحد المسيحيين يقيم في قلاية. وكان قد رسم صورةً كاملةً لربنا يسوع المسيح مرسومةٍ بدقةٍ وروعةٍ. وبعدما مرت سنين كثيرة أراد ذلك المسيحي أن يرحل عن قلايته. لذلك فتَّش عن قلاية كبيرة وأوسع من السابقة؛ نظراً لأن اليهود أقاموا بالقرب منه. وعندما وَجَدَ مسكناً آخر، انتقل إلى هناك، آخذاً معه كل متعلقاته. ولكن بتدبيرٍ من الله الذي أراد أن يخلِّص كل البشر، وأن يأتوا إلى معرفة الحق، والذي يُظهر كل المعجزات لكل الذين يؤمنون به حقاً، أخذ هذا المسيحي كل ممتلكاته مثلما قيل سابقاً، فيما عدا أيقونة ربنا يسوع المسيح، فقد نساها في قلايته.

          3- أحد اليهود أخذ هذه القلاية لكي يعيش فيها، هناك حيث كانت أيقونة ملك الملوك المسيح، ونقل كل متعلقاته في القلاية وعاش فيها وأقام، ولكن دون أن يلاحظ أيقونة الرب، حيث وُجِدت هناك. وذات يوم من الأيام دعا أحد العبرانيين ليأكل معه. وفي اللحظة التي كانوا فيها يأكلان، رفع الضيف المدعو عينيه، فرأى أيقونة ربنا يسوع المسيح، فقال لليهودي الذي دعاه: "أنت يهودي، كيف اقتنيت هذه الأيقونة؟ ومن ثمَّ تفوه بشتائم وسُباب كثير من فمه الدنس ضد أيقونة السيد المكرمة، والتي لا يتخيلها أحد في ذهنه. وأشار الضيف إلى الأيقونة للذي دعاه، هنا بدأ اليهودي يُقسِمُ بإيمانه اليهودي أنه "حتى الآن لم يكن قد رأى هذه الأيقونة". فصَمَتَ العبراني المدعو، ولكنه قام وذهب إلى اليهود ورؤساء الكهنة ومعلمي الناموس وقال لهم: "إن فلان اليهودي لديه أيقونة للناصري في بيته، وقد رأيتها بعيني هذه". فبعدما سمع هؤلاء، قالوا له: "كيف تستطيع أن تثبت هذا؟" فقال لهم: "اتبعوني، وأنا سوف أُريكم إياها". بناءً على ذلك، اتفقوا على أن يتقابلوا في الصباح، وأن يقتحموا القلاية التي توجد بها أيقونة الرب.

          4- عندما صار الصباح، اجتمع رؤساء الكهنة وشيوخهم، آخذين معهم ذلك العبراني، وذهبوا إلى قلاية اليهودي حيث كانت أيقونة الرب. وحين وصلوا للقلاية دخل رؤساء الكهنة والشيوخ وكل الجمع، ورأوا أيقونة الرب. عندئذٍ - وفيما هم ممتلئين غضباً - ألقوا اليهودي الذي كان بالداخل أرضاً، وبعدما أنزلوا أيقونة ربنا قالوا فيما بينهم: "مثلما استهزأ به آباؤنا هكذا أيضاً نستهزئ به نحن". عندئذٍ بدأوا يبصقون على وجه الرب في الأيقونة ويلطمون وجهه، كل واحد على حدة، والجميع لطموا أيقونة الرب وقالوا: "كل ما فعله آباؤنا، نفعله نحن أيضاً في أيقونته".

          كذلك قالوا: "لقد سمعنا أنهم سخروا منه كثيراً، ونحن سوف نفعل كل ما فعلوه". وهكذا سخروا بأيقونة الرب بأمور لا نجرؤ على ذكرها. بعد ذلك قالوا: "لقد سمعنا أنهم سمَّروا يديه، وهذا ما سوف نفعله نحن أيضاً". عندئذٍ صنعوا مسامير وسمروا يدي الرب ورجليه. قالوا أيضاً: "لقد سَمِعنا أنهم أذاقوه خلاً ومُراً بأسفنجة، ونفس الشيء سوف نفعله نحن". وفعلوا نفس الشيء واضعين في فمه في الأيقونة أسفنجةً مملوءةً خلاً. قالوا أيضاً: "عَلِمنا أنهم ضربوه على رأسه بقصبةٍ، وسوف نفعل نحن نفس الشيء". وهكذا أخذوا قصبةً وضربوه على رأسه. "لقد عَرفنا بدقة أنهم ثقبوا جنبه بحربةٍ، ينبغي ألَّا ننسى هذا الأمر ونفعله أيضاً". ولكي يفعلوا هذا الأمر أرسلوا لكي يحضروا حربةً، وعندما أحضروا الحربة رفعوا الأيقونة وطعنوا جنب المخلص بالحربة. ففي الحال تدفق دمٌ وماءٌ كثير. وعندما صارت هذه المعجزة المدهشة، استحوذ الذهول عليهم جميعاً وهم يرون قدرات الله ومعجزاته.

          5- أحكام عدلك يا رب كم هي لا تُفحص، وكذلك صلاحك غير المحدود ورحمتك! مَنْ يمكنه أن يتحدث عن قدراتك يا رب؟

          يا لها من معجزة! لأنك لا تريد موت الخاطيء بل أن يتوب ويحيا! أيها المسيح المجد لك. مَنْ هو مثلك يا رب؟ مَنْ غيرك يفعل العظائم والروائع؟ آه من عجائبك! يا لعظمتك أيها المخلص! لأجل هذا ارتعبت القوات السماوية! يا لِطول أناتك! كم هي رحمتك! لأنك أنت غير الجسدي بعدما أولاً أخذت جسداً من العذراء مريم لأجلنا ولأجل خلاصنا، صُلِبت بهذا الجسد، بينما أنت غير المتألِّم بحسب اللاهوت. الآن أيضاً - كأيقونةٍ - صُلبت أيها الرب. حاكموك الفجَّار وغير المؤمنين مستندين على كل ما يعتقدونه عنك. لكن المجد لك أيها الرب، أنت وحدك يا الله ضابط الكل إلهنا الآب وابنه يسوع المسيح والروح المحيي، الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور آمين.

          6- اسمعوا أيضاً أنتم يا إخوتي بخوف الله وبفرحٍ بقية الأمور التي دبَّرها الرب. لأنه بعد ضربة الحربة للأيقونة المقدسة والكريمة، وتدفُّق الدمُ والماء، اجتمع كل حشد اليهود، وقالوا فيما بينهم: "لقد سمعنا أنه صنع أشفيةً كثيرةً، دعونا نأخذ الدم والماء وليتنا نُجمِّع كل مرضى الشعب، ودعونا نمسح هؤلاء بهذا لكي نرى ما إذا كان كل ما سمعناه حقيقيٌ أم لا. ومن ثمَّ أحضروا كأساً عند جنب الرب وحرصوا على ملئه من هناك حيث تدفق الماء أيضاً. وجمعوا كل المرضى، وكان الأول مشلولاً، يعرفون أنه كان منذ ولادته هكذا. أحضروا - إذن - هذا المشلول ومسحوه، ففي الحال صار الإنسان مُعافىً.

          في نفس الوقت صار اضطرابٌ عظيم في المدينة، وأتى الكل بسبب الأشفية والمعجزات التي لا تُحصى. انتفض أيضاً كل حشد اليهود وأحضروا المرضى والمشلولين والمُقعَدين والعُمي والممسوسين وآخرين كانوا مصابين بكل أنواع الأمراض. وكل الأجساد تعافت بعد استخدام الدم والماء المتدفق من جنب أيقونة الرب الكريمة. كل رؤساء الكهنة والشيوخ وشعب اليهود آمنوا بربنا يسوع المسيح، بإلهنا الحقيقي صارخين وقائلين: "عظيمٌ أنت يا إله المسيحيين، عظيمٌ هو إيمان المسيحيين. المجد لك أيها المسيح، أنت الذي صَلَبَكَ آباؤنا، أنت الذي صُلبت بواسطتنا من خلال أيقونتك. المجد لك يا يسوع المسيح، ابن الله الذي صنعت عظائم وعجائب. نؤمن أمامك بالآب والابن والروح القدس، الثالوث المساوي وغير المنفصل. ليتك تقيم فينا واظهر لنا، كما قبلت توبة اللص فوق الصليب المقدس. أحسبنا أيضاً مستحقين نحن الذين أتينا إليك مع أصحاب الساعة الحادية عشر، ونَوِّر عيون قلوبنا المظلمة التي أظلمها الشيطان، ونوِّرنا بالمعمودية المقدسة، واجعلنا مستحقين لجيشك السماوي".

          هؤلاء صرخوا كارزين بعظمة معجزات الله. تلك المعجزات التي كان لها دوياً هائلاً وخرجت هذه السمعة لكل المسكونة عن الأيقونة الكريمة لملكنا يسوع المسيح. والكل أحضر المرضى من الشرق والغرب. والجميع شُفيَ بواسطة صلاح الله.

          7- بعد كل هذا ذهب كل حشد اليهود مسرعين إلى الأسقف القديس للكنيسة المقدسة قائلين: "أحسبنا أيضاً في الكنيسة المقدسة والجامعة والرسولية، عَمِّدنا أيضاً واجعلنا مسيحيين. صرخ الجميع من الصغير إلى الكبير، مع النساء والأطفال قائلين: "واحدٌ الآب، واحدٌ الابن وحيد الجنس، واحدٌ الرب، نعترف به بكونه الله، ونعلم ونعرف. نعترف بهذا الإله، نؤمن به، المصلوب في عهد بيلاطس، والذي قام في اليوم الثالث، وصعد في مجدٍ أمام تلاميذه القديسين، وجلس عن يمين الله الآب".

          هكذا مجَّدوا الله جهاراً وأظهروا الأيقونة المقدسة لأسقف تلك المدينة، وأخبروه بكل ما حدث في أيقونة المسيح المقدسة. أظهروا له أيضاً دماً وماءً وشرحوا له كيف تدفق من جنب المخلص. عندئذٍ أخذ الأسقف من الدم المقدس والماء، ولتأكيد الأمر للجميع أحضروا مرضى، وعندما دهنهم أرسلهم أصحاء.

          بعد كل ما صار من معجزات لا تُحصى، بهذه الطريقة توسل الجميع للأسقف لكي يعمِّدهم بالمعمودية المقدسة ويناولهم من أسرار الجسد والدم، الأسرار الخالدة والأبدية. عندئذٍ أخذهم الأسقف ودعا كل إكليروس كنيسة الله المقدسة. وبعدما وعظهم أياماً كثيرة عمَّدهم باسم الآب والابن والروح القدس، وجعل من مجمع اليهود كنيسةً لمخلصنا. عندئذٍ ترجَّى هؤلاء أن يجعلوا بقية المجامع هياكل لله، وأن يخصصوها للشهداء القديسين لمجد الله، وفخر للإيمان الأرثوذكسي. وقد رسم منهم الأسقف كهنةً وشمامسةً ومساعدين للشمامسة وقارئين. وهكذا صار فرح عظيم في السماء وعلى الأرض بسبب هذه المعجزة العجيبة لأيقونة ربنا يسوع المسيح المقدسة والكريمة التي صارت في هذه المدينة. ليس فقط لأجل الأجساد التي شُفيت، بل أيضاً لأجل النفوس التي عادت إلى الحياة الأبدية.

          8- لقد حَرِصتُ على أن أُظهر هذه الأمور لقداستكم أيها الأخوة الأحباء حتى تستفيدوا بسماع كل ما حدث، وأن تتدعم نفوسكم في جهادكم ضد الشرير الذي يفرح بسقوطكم وتثبتون في الإيمان الثابت للاعتراف بالمسيح.

          ليتنا نقدم التمجيد بقلبٍ مسرورٍ، ويقظ وشكر، شاكرينه بإيمانٍ نقي، حافظين وصاياه وحقوقه ومحتفظين به في فكرنا. الذي له المجد والقدرة في ربنا يسوع المسيح مع الآب والروح القدس، المجد والسجود الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور آمين.